
المؤلف:ليو تولستوي
تقييم جود ريدز:4.18/5
نبذة عن الكتاب
رواية الحرب والسلم للكاتب الروسي الشهير ليو تولستوي هي واحدة من أعظم الروايات في الأدب العالمي. تدور أحداثها في روسيا أثناء الغزو الفرنسي بقيادة نابليون، وتتابع حياة عدة عائلات نبيلة مثل آل روستوف وآل بولكونسكي.
الكتاب يجمع بين السرد الملحمي للأحداث التاريخية والحياة اليومية للشخصيات، ويستعرض الصراعات الإنسانية الداخلية، الحب، الصداقة، والخيارات التي يفرضها الزمن والمجتمع. تولستوي يقدم رؤى عميقة حول تأثير الحروب على الأفراد والمجتمع، ويصور بدقة الطبقات الاجتماعية والتحولات الكبرى في التاريخ الروسي.
رواية الحرب والسلم أكثر من مجرد قصة؛ فهي تأملات فلسفية، تاريخية، واجتماعية تقدم للقارئ تجربة غنية تجمع بين التشويق الأدبي والتحليل النفسي العميق للشخصيات.
حقوق الكتاب
هذا الكتاب يتمتع بحقوق مشاع إبداعي - Attribution 4.0 International (CC BY 4.0)، مما يعني أن المستخدمين يمكنهم نسخ وتوزيع وتعديل العمل بحرية، سواء لأغراض تجارية أو غير تجارية، بشرط أن يتم الإشارة إلى المؤلف الأصلي بطريقة مناسبة. يسمح هذا الترخيص باستخدام الكتاب بشكل واسع، مع الحفاظ على حقوق المؤلف، ويسهم في نشر المعرفة والمحتوى الثقافي بشكل مفتوح لجميع المستخدمين حول العالم.
النص الأصلي بالروسية: ليو تولستوي تُوفّي عام 1910، وبالتالي نص رواية الحرب والسلم أصبح ملكًا عامًا عالميًا (Public Domain).
جميع الاجزاء بسعر: 272 ريال فقط!
ملخص الجزء الثاني من الحرب والسلم
في الجزء الثاني من رواية الحرب والسلم، يستمر تولستوي في متابعة حياة العائلات الروسية الرئيسية مثل آل روستوف وآل بولكونسكي، وسط أحداث الغزو الفرنسي بقيادة نابليون. يركز الجزء على تأثير الحرب على الأفراد والمجتمع، حيث يسود الخوف وعدم اليقين، وتبرز الصراعات الداخلية بين الواجب الشخصي والحياة الأسرية.
تتركز الأحداث على شخصيات رئيسية مثل الأمير أندريه بولكونسكي، الذي يعيش صراعًا بين طموحه العسكري وحياته العاطفية، وناتاشا روستوف التي تنمو نفسيًا وعاطفيًا وتبدأ في فهم مشاعرها تجاه الحب والحياة الاجتماعية. تتشابك علاقاتهم مع الآخرين بطريقة تؤثر على قراراتهم وتصرفاتهم، وتظهر حوارات عميقة تكشف التناقضات بين الطبقات الاجتماعية المختلفة وتأثير الحروب على النفوس البشرية.
كما يركز تولستوي على مفاهيم الصداقة، الولاء، والشجاعة، ويبرز كيف تؤثر الأحداث الكبرى على مصائر الشخصيات الفردية. من أبرز ما يميز الجزء الثاني هو صعود الشخصيات نفسيًا وعاطفيًا وتطور علاقاتهم تحت الضغط الاجتماعي والسياسي، وربط الأحداث الشخصية بالحوادث التاريخية الكبيرة بطريقة تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش تلك اللحظات بنفسه.
معلومات عن الكاتب

عُرف ليو تولستوي كواحد من أعظم روائيي العالم، كما كان مصلحًا اجتماعيًّا، وداعيةً للسلام، ومفكّرًا أخلاقيًّا بارزًا. تميّز في كل ميدان طرقه، لكن براعته الأدبية جعلته من أعمدة الرواية العالمية وأحد أهم رموز الحضارة الإنسانية.
وُلد الكونت ليف نيكولايفيتش تولستوي عام 1828م في قرية ياسنايا بوليانا بولاية طولا في روسيا، وسط أسرة ذات أصول ألمانية عُرفت بالسياسة والفنون. التحق في سن الخامسة عشرة بجامعة قازان، ودرس بعض العلوم واللغات الشرقية، لكنه سرعان ما تركها بعد أن ضاق بأجوائها، ليعود إلى قريته متفرغًا للقراءة والتثقيف الذاتي، متأثرًا بأعمال فلاسفة وأدباء كبار مثل روسو، فولتير، هيجو، بوشكين، وديكنز. في تلك الفترة بدأت تسيطر عليه أسئلة الفلسفة وقضاياها.
انضم تولستوي إلى الجيش الروسي في الثالثة والعشرين من عمره، وشارك في حرب القرم حيث عُيّن ضابطًا في المدفعية. وبعد خدمته العسكرية تزوج من صوفي بيرز، التي كانت تصغره بستة عشر عامًا، وأنجبا ثلاثة عشر طفلًا توفي خمسة منهم في طفولتهم. كانت صوفي سندًا كبيرًا له؛ إذ نسخت روايته "الحرب والسلام" سبع مرات بخط يدها حتى صدرت النسخة النهائية. شكل زواجه منها استقرارًا أعاده إلى واقع الحياة بعيدًا عن قلق أفكاره.
عُرف تولستوي ببساطته، فكان يعمل مع الفلاحين صيفًا، ويعتكف على الكتابة شتاءً. عام 1869م نشر رائعته "الحرب والسلام"، ثم توالت أعماله الكبرى مثل "آنا كارنينا" و"القيامة". لاحقًا ابتعد عن الأدب ليتفرغ للتأملات الفلسفية والمسيحية، معارضًا الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وداعيًا إلى السلام والعدالة الاجتماعية، وهو ما دفع الكنيسة إلى تكفيره وحرمانه. عاد إلى الكتابة في أواخر حياته قبل أن يرحل بهدوء عام 1910م على رصيف محطة قطار، متأثرًا بالبرد.
رأيي في أسلوب الكاتب
أسلوب ليو تولستوي يجمع بين الدقة التاريخية والسرد الأدبي الساحر. لغته واضحة ومفصلة، ويعطي للقارئ إحساسًا بالواقع والتفاصيل الدقيقة للحياة الروسية في تلك الفترة. أحيانًا قد يطيل في الوصف والتفاصيل، مما قد يشعر بعض القراء بالبطء، لكنه في المقابل يمنح الرواية عمقًا وثراءً فكريًا.
تولستوي يمزج بين الرواية والتأملات الفلسفية، مما يجعل قراءة الرواية تجربة فريدة لفهم الطبيعة الإنسانية والصراعات الداخلية للشخصيات. الجزء الثاني يعكس بشكل رائع قدرة الكاتب على تصوير التأثير العميق للأحداث الكبرى، مثل الحرب، على حياة الأفراد والمجتمع، ويبرز مهارته في الجمع بين السرد التاريخي والتحليل النفسي للشخصيات بطريقة ملهمة.
0 مراجعة