.webp.webp)
المؤلف:ليو تولستوي
تقييم جود ريدز:4.17/5
حقوق الكتاب
هذا الكتاب يتمتع بحقوق مشاع إبداعي - Attribution 4.0 International (CC BY 4.0)، مما يعني أن المستخدمين يمكنهم نسخ وتوزيع وتعديل العمل بحرية، سواء لأغراض تجارية أو غير تجارية، بشرط أن يتم الإشارة إلى المؤلف الأصلي بطريقة مناسبة. يسمح هذا الترخيص باستخدام الكتاب بشكل واسع، مع الحفاظ على حقوق المؤلف، ويسهم في نشر المعرفة والمحتوى الثقافي بشكل مفتوح لجميع المستخدمين حول العالم.
النص الأصلي بالروسية: ليو تولستوي تُوفّي عام 1910، وبالتالي نص رواية الحرب والسلم أصبح ملكًا عامًا عالميًا (Public Domain).
نبذة عن الكتاب
لا غرابة في أن تُوصَف هذه الرواية بـ«إلياذة العصر الحديث»؛ فهي عمل ملحمي خطّه الأديب الروسي الكبير ليو تولستوي في ستينيات القرن التاسع عشر، لتغدو إحدى قمم الأدب العالمي. لم يكتف تولستوي بصوغ حكاية مترابطة الأحداث غنية بالشخصيات، بل مزج السرد بالتحليل الاجتماعي والسياسي، جامعًا بين المقالية واللغة الفنية الرفيعة. والنتيجة كتاب بديع يرسم ملامح المجتمع الروسي في زمن الغزو الفرنسي، حيث يتأرجح أبطاله بين معارك «الحرب» وأحلام «السلم»، فنرى من خلالهم صراع الإنسان مع الحرب والطبقية، وما يرافق ذلك من بحث عن معنى الحياة وسط العواصف.
ملخص الجزء الأول من "الحرب والسلم"
يبدأ الكتاب بمشهد في يوليو 1805 في سانت بطرسبورغ، في إحدى الحفلات التي تنظمها آنا بافلوفنا شيرير، وصيفة الإمبراطورة. خلال الحفل، يدور الحديث حول التهديد الذي يمثله نابليون على أوروبا، حيث تصفه آنا بأنه "ضد المسيح"، وتؤكد أن روسيا هي الأمل في إنقاذ القارة من خطره. في هذا المشهد، نتعرف على عدد من الشخصيات المهمة التي سترافقنا طوال الرواية. من أبرز هؤلاء بيير بيزوخوف، الابن غير الشرعي لكونت ثري، وهو شاب خجول وغريب الأطوار عاد حديثًا من الخارج، فيجد نفسه غير مرتاح داخل المجتمع الأرستقراطي الراقي. وهناك أيضًا الأمير أندريه بولكونسكي، رجل يائس من حياة الصالونات الفارغة، ويتوق لتحقيق المجد من خلال المشاركة في الحرب. كما نتعرف على عائلة كورغين: الأب فاسلي الطامع في ترقية مكانة أسرته عبر المصاهرات، وابنته هيلين الجميلة التي لا تخلو من الجفاء، وابنه أناتول المستهتر الذي يغرق في حياة اللهو. ينتقل السرد إلى موسكو، حيث عائلة روستوف، العائلة الكريمة والمضيافة رغم ضيق أوضاعها المالية. نلتقي هنا بـ ناتاشا روستوف، الفتاة المرحة المليئة بالحيوية، ومعها إخوتها: نيكولاي الشاب المتحمس، سونيا الرقيقة، وفيرا وبيتيا. نيكولاي ينضم إلى الجيش بحماسة كبيرة، فيجسد مثال الجيل الذي اندفع للدفاع عن وطنه. مع تطور الأحداث، يتوفى والد بيير، فيرث ثروة طائلة تجعله أحد أكثر الرجال ثراءً ونفوذًا في موسكو. هذا التحول يجذب إليه الأنظار ويقوده إلى زواج سريع من هيلين، لكنه زواج مليء بالخيانة والبرود. في الوقت نفسه، يذهب الأمير أندريه إلى ساحة الحرب ليخوض معركة أوسترليتز، حيث يُصاب بجروح خطيرة. هذه التجربة القاسية تجعله يرى بوضوح فراغ المجد العسكري الذي كان يسعى وراءه، وتفتح أمامه أبواب التساؤل عن معنى الحياة.
معلومات عن الكاتب

عُرف ليو تولستوي كواحد من أعظم روائيي العالم، كما كان مصلحًا اجتماعيًّا، وداعيةً للسلام، ومفكّرًا أخلاقيًّا بارزًا. تميّز في كل ميدان طرقه، لكن براعته الأدبية جعلته من أعمدة الرواية العالمية وأحد أهم رموز الحضارة الإنسانية.
وُلد الكونت ليف نيكولايفيتش تولستوي عام 1828م في قرية ياسنايا بوليانا بولاية طولا في روسيا، وسط أسرة ذات أصول ألمانية عُرفت بالسياسة والفنون. التحق في سن الخامسة عشرة بجامعة قازان، ودرس بعض العلوم واللغات الشرقية، لكنه سرعان ما تركها بعد أن ضاق بأجوائها، ليعود إلى قريته متفرغًا للقراءة والتثقيف الذاتي، متأثرًا بأعمال فلاسفة وأدباء كبار مثل روسو، فولتير، هيجو، بوشكين، وديكنز. في تلك الفترة بدأت تسيطر عليه أسئلة الفلسفة وقضاياها.
انضم تولستوي إلى الجيش الروسي في الثالثة والعشرين من عمره، وشارك في حرب القرم حيث عُيّن ضابطًا في المدفعية. وبعد خدمته العسكرية تزوج من صوفي بيرز، التي كانت تصغره بستة عشر عامًا، وأنجبا ثلاثة عشر طفلًا توفي خمسة منهم في طفولتهم. كانت صوفي سندًا كبيرًا له؛ إذ نسخت روايته "الحرب والسلام" سبع مرات بخط يدها حتى صدرت النسخة النهائية. شكل زواجه منها استقرارًا أعاده إلى واقع الحياة بعيدًا عن قلق أفكاره.
عُرف تولستوي ببساطته، فكان يعمل مع الفلاحين صيفًا، ويعتكف على الكتابة شتاءً. عام 1869م نشر رائعته "الحرب والسلام"، ثم توالت أعماله الكبرى مثل "آنا كارنينا" و"القيامة". لاحقًا ابتعد عن الأدب ليتفرغ للتأملات الفلسفية والمسيحية، معارضًا الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وداعيًا إلى السلام والعدالة الاجتماعية، وهو ما دفع الكنيسة إلى تكفيره وحرمانه. عاد إلى الكتابة في أواخر حياته قبل أن يرحل بهدوء عام 1910م على رصيف محطة قطار، متأثرًا بالبرد.
رأيي في أسلوب تولستوي
يبدأ الكتاب بمشهد في يوليو 1805 في سانت بطرسبورغ، في إحدى الحفلات التي تنظمها آنا بافلوفنا شيرير، وصيفة الإمبراطورة. خلال الحفل، يدور الحديث حول التهديد الذي يمثله نابليون على أوروبا، حيث تصفه آنا بأنه "ضد المسيح"، وتؤكد أنما يميز تولستوي في هذا الجزء هو قدرته على رسم صورة شاملة للمجتمع الروسي في تلك الحقبة. أسلوبه يمزج بين السرد الواقعي والتحليل العميق للشخصيات والأحداث. القارئ لا يتابع فقط تسلسل الوقائع، بل يعيش مشاعر الشخصيات الداخلية، من قلق بيير وحيرته، إلى رغبة أندريه في الهروب من التفاهة الاجتماعية، مرورًا ببراءة ناتاشا واندفاع نيكولاي. أعجبني في أسلوبه أنه لا يكتفي بنقل الحدث، بل يتوقف ليكشف دواخل النفس البشرية وصراعاتها. الكتابة سلسة رغم ثقل الموضوعات المطروحة، فهو يمزج السياسة بالحياة اليومية، ويوازن بين صورة الحرب القاسية وأحلام الناس بالسلم والحب. هذا التوازن بين التاريخ والإنسان هو ما جعلني أشعر أن الرواية لا تروي وقائع الماضي فقط، بل تطرح أسئلة لا تزال حية حتى اليوم.
جميع الاجزاء بسعر: 272 ريال فقط!
0 مراجعة