
المؤلف:غسان كنفاني
تقييم جود ريدز:4.21/5
ملخص شامل وتحليل عميق للرواية📝
القصة الأساسية والأحداث الرئيسية
- أبو قيس: رجل عجوز فقد بيته وشجرات الزيتون التي يملكها وأصبح يعيش مع زوجته الحامل وابنه الصغير في المخيمات. يخرج مضطراً لا يأمل كثيراً في النجاح، لكنه يستجيب للضغط الذي يمارسه عليه أحد العائدين الأغنياء وحالة الفقر المدقع التي يعانيها .
- أسعد: شاب مناضل تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، يحاول الهرب إلى العراق ثم الكويت ليستطيع أن يكون ثروة يرد بها الخمسين ديناراً التي أقرضها له عمه ليبدأ بها حياته ويتزوج ابنة عمه .
- مروان: فتى في السادسة عشرة من عمره يضطر لترك المدرسة والذهاب إلى البصرة ليدخل منها إلى الكويت حتى يعمل وينفق على أمه وإخوته الصغار بعد أن توقف أخوه الأكبر عن إرسال النقود لهم .
- أبو الخيزران: السائق الذي يتفق مع الثلاثة على تهريبهم، وهو شخصية معقدة عمل في الجيش البريطاني ثم مع الفدائيين فأصيب بقنبلة أفقدته رجولته، مما جعله يشعر بالمرارة وفقدان الثقة .
الرحلة والمأساة
يتفق الرجال الثلاثة مع أبو الخيزران على أن يهربهم إلى الكويت مقابل عشرة دنانير من كل منهم بعد الوصول، ويتم الاتفاق على أن يختبئوا داخل خزان المياه الفارغ في شاحنة نقل المياه عند نقاط التفتيش .
تفصيل الرحلة: تنجح الخطة في نقطة الحدود العراقية، حيث يختبئون في الخزان ويخرجون بعدها. لكن عند نقطة الحدود الكويتية، يتعرض أبو الخيزران لموقف طريف مع موظف الحدود الذي يصر على سماع قصة علاقته مع الراقصة العراقية "كوكب"، مما يؤدي إلى تأخره وقتاً طويلاً .
النهاية المأساوية: بسبب هذا التأخر، يموت الرجال الثلاثة اختناقاً داخل الخزان الحار تحت أشعة الشمس. تنتهي الرواية بسؤال استفهامي عميق: "لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟" وهو سؤال يحمل دلالات متعددة حول السلبية والمواجهة .
التحليل الرمزي والأبعاد الفكرية
تمثل الرواية إطاراً رمزياً لعلاقات متعددة تتمحور حول الموت الفلسطيني، وحول ضرورة الخروج منه باتجاه اكتشاف الفعل التاريخي. السؤال الختامي "لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟" يطرح إشكالية السلبية والقدرة على المواجهة .
الرواية تعتمد بشكل كبير على المنولوج الداخلي في سرد الأحداث، واستفاد كنفاني من تقنية السيناريو السينمائي فحكى روايته بالصورة قبل كل شيء آخر، مما جعلها قابلة للتحويل إلى فيلم سينمائي ناجح .
لمحة عن المؤلف غسان كنفاني👤
غسان كنفاني هو أديب ومناضل فلسطيني كبير، ولد في التاسع من أبريل عام 1936 في مدينة عكا الفلسطينية. نشأ في عائلة ميسورة الحال حيث كان والده محامياً، وشهد النكبة عام 1948 صغيراً وهجر مع عائلته إلى المخيمات المؤقتة في لبنان سيراً على الأقدام، ثم انتقل بعدها إلى دمشق .
عمل كنفاني مدرساً للتربية الفنية في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ثم انتقل إلى الكويت عام 1965 وعمل مدرساً للرياضة والرسم. انتقل بعدها إلى بيروت حيث عمل محرراً أدبياً في جريدة "الحرية" الأسبوعية، ثم رئيس تحرير جريدة "المحرر" اللبنانية، وأخيراً مؤسساً ورئيس تحرير لمجلة "الهدف" .
تم اغتيال غسان كنفاني في الثامن من تموز/يوليو عام 1972 في بيروت، بتفجير عبوة ناسفة في سيارته، مما أدى إلى مقتله مع ابنة أخيه لميس. ترك خلفه إرثاً أدبياً ضخماً ومؤثراً .
الآراء والتقييمات والأهمية الأدبية💡
تعتبر رواية "رجال في الشمس" من الأعمال الأدبية المؤسسة للأدب الفلسطيني المقاوم، وقد حظيت باهتمام نقدي كبير لجرأتها الموضوعية وعمقها الرمزي. تمت ترجمة الرواية إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها .
الفيلم المقتبس من الرواية الذي حمل عنوان "المخدوعون" حصل على عدة جوائز مهمة منها الجائزة الذهبية في مهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية سنة 1973، واختير كواحد من أهم مائة فيلم سياسي في تاريخ السينما العالمية .
ما زالت الرواية تحتفظ براهنيتها حتى اليوم، حيث يشبه كثير من النقاد معاناة اللاجئين الفلسطينيين والعرب الذين يموتون في صحراء البحر الأبيض المتوسط وهم يحاولون الهرب من الحروب والاضطهاد، بمعاناة أبطال رجال في الشمس .
0 مراجعة